أشارت دراسة أميركية صادرة حديثاً
عن «مركز التغذية المتكاملة» Integrative (Nutrition (IN إلى أن أكثر من `
من متتبّعي النظم الغذائية ما يزالون محتفظين بأوزانهم الزائدة، رغم
تجنّبهم تناول المواد الدهنية، وتخفيفهم من استهلاك كلّ من المواد
الكربوهيدراتية أو النشوية أو البروتينية، بالإضافة إلى أدائهم التمرينات
الرياضية بانتظام! ويعزو الباحثون السبب المسؤول عن هذه الحالة إلى وجود
عناصر «خفيّة» تعكس خللاً كيميائياً بالجسم، ما يؤدّي إلى تراكم الأرطال
الزائدة فيه.
ما هي أبرز العوامل «الخفيّة» لزيادة الوزن، وكيفيّة معالجتها:
سميّة الكبد
يلعب الكبد دوراً ثلاثياً في عمليّة التمثيل الغذائي للكربوهيدرات في الجسم، وذلك على الشكل التالي:
- يحوّل كلّاً من الغلوكوز (السكر السداسـي) Glucose والفركتــــوز (سكر
الفاكهة) Fructose والغالكتوز (سكر الحليب) Galactose إلى الغليكوجين
(النشاء الحيواني) Glycogen والذي يخزّنه الكبد للإستفادة منه حينما ينخفض
مستوى السكر بالدم ولا تتاح مواد كربوهيدراتية جديدة له، ما يؤدّي إلى
تحويل الغليكوجين إلى غلوكوز يُطلق في تيّار الدم، ليحدّ من الشهيّة
الزائدة، ويقلّل من الشعور بالجوع.
- يحوّل الأحماض الأمينية في الطعام إلى بروتينات، ولهذه الأخيرة تأثير
مباشر على إنقاص الوزن من خلال تحقيق التوازن الهرموني الذي يجنّب احتجاز
المياه في أنسجة الجسم والحدّ من الشهيّة للطعام.
- يتخلّص من السموم الناتجة عن تناول الأطعمة الضارّة، كمكسّبات الطعام
الكيميائية والكافيين والدهون المشبّعة والألوان الصناعية والأدوية
الكيميائية، ويحوّلها إلى مواد كيميائية قابلة للذوبان في الماء، يتمّ
طردها خارج الجسم عن طريق التبوّل أو التعرّق أو التنفّس.
وقد أثبتت الدراسات أنّه من بين أكثر أسباب سميّة الكبد شيوعاً النقص في
المواد الغذائية الضرورية، كالألياف التي تعدّ المصدر الرئيس لمضادات
الأكسدة أو الإفراط في تناول الكافيين كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية
أو المواد السكرية كالحلويات والعصائر المحلاّة أو الدهون المشبّعة
الموجودة في السمن الصناعي والزيوت النباتية المهدرجة والمهدرجة جزئياً
والأطعمة المعالجة بهذه المواد.
ويعدّ اكتساب الوزن الزائد خصوصاً حول منطقة البطن وارتفاع مستوى
«الكوليسترول» وانتفاخ البطن وعسر الهضم وارتفاع ضغط الدم من علامات إجهاد
الكبد، إذ لا يستطيع الكبد السمّي تأدية وظائفه بكفاءة، خصوصاً السيطرة على
مستوى الغلوكوز، ما يؤدّي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، وبالتالي
اشتهاء السكر وزيادة الرغبة بتناول المواد الدهنية التي ينتج عنها الزيادة
غير المرغوبة في الوزن.
وصفات طبيعية لكبد سليم
- ينصح خبراء التغذية بتناول عصير التوت البري، وهو مزيج من المياه وعصير
التوت وبذور الكتّان الغنيّة بمضادات الأكسدة والألياف التي تعمل على إعاقة
امتصاص الدهون وسرعة التخلّص منها.
- تناول مزيج مؤلّف من الليمون الحامض المخفّف بالماء الساخن، ما يعمل على
تكوين العصارة الصفراوية من أجل تحسين عملية التمثيل الغذائي للدهون وتجديد
أنسجة الكبد وزيادة حركة للأمعاء.
- تناول البروتينات يومياً، ما يعمل على رفع معدّل التمثيل الغذائي بنسبة
%، علماً أنها تنشّط إنتاج «الانزيمات» اللازمة لتكسير السموم إلى عناصر
قابلة للذوبان بالماء وطردها كفضلات.
- تناول أنواع الخضر من الفئة الصليبية وتشمل: «البروكولي» وملفوف بروكسل
والقرنبيط الغني بمادة «السولفورافون» التي يستخدمها الكبد لتحويل السموم
إلى فضلات غير سامّة من أجل التخلّص منها.
- تناول المكمّلات الغذائية والأعشاب النباتية الدهنية كجذور الهندباء
البريّة والكركم والزنجبيل، ما يعمل على تجديد أنسجة الكبد التالفة
والتقليل من معدّل تخزين الدهون في خلايا الكبد وزيادة سرعة التمثيل
الغذائي وتحفيز الكبد على إنتاج العصارة الصفراوية.
الدهون الزائفة
تنتج الدهون الزائفة عن احتجاز الماء الزائد في أنسجة الجسم، وهي ليست نتاج
أنسجة دهنية إضافية أو دهون حقيقية، إلا أنّها قد تزيد من 10 إلى 15
كيلوغراماً من وزن الجسم، ما قد يسبّب الإصابة بالسمنة حول منطقة البطن
وترسّب الدهون تحت الجلد وانتفاخ وتورّم الوجه والعين. وتعود الأسباب
المسؤولة عن هذه الحالة، إلى:
- إستهلاك كميّات قليلة من المياه والبروتين، ما يؤدّي إلى إبطال عمل
الجهاز اللمفاوي الذي ينقّي الجسم من مخلّفات وفضلات الخلايا، مسبّباً
تراكم وتجمّع الدهون بالأنسجة. وفي هذا الإطار، كشفت دراسة حديثة صادرة عن
جامعة بروكسل أن النساء اللواتي يعانين من تجمّع الدهون لديهن قصور في
الجهاز اللمفاوي.
- الحساسية لبعض الأطعمة: أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك نسبة تتراوح بين
60 و� من الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه أنواع معيّنة من الأطعمة.
وتتمثّل أعراض هذه الحالة، في: الصداع والسعال وعسر الهضم والطفح الجلدي
والإنتفاخ وتقلّب المزاج وزيادة الوزن. وقد عدّد الباحثون أنواع الطعام
الأكثر شيوعاً لإثارة استجابة الجسم، ومن بينها: منتجات الألبان والقمح
والسكر والخميرة وبعض أنواع الفاكهة كالموز والفراولة.
- إختلال الهرمونات: تؤدّي زيادة إفراز هرمون «الاستروجين» لدى السيدات إلى
زيادة إنتاج الدهون، بواسطة إبطاء عملية احتراق الدهون داخل الجسم، ما
يؤدّي إلى تحفيز الدهون وتراكمها، كما يؤدّي انخفاض إفراز هرمون
«البروجيسترون» الذي يعمل على تحفيز إنتاج الهرمون المضاد لإدرار البول،
إلى احتجاز المياه في الجسم، محدثاً الزيادة الزائفة في الوزن!
زيادة الأنسولين
يؤدّي تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات ذات مؤشر السكر المرتفع، والتي
يتمّ تحويلها سريعاً إلى غلوكوز، كالحلويات الشرقية أو الأطعمة النشوية
كالخبز الأبيض والفطائر والكعك المصنوع من حبوب القمح إلى تحفيز البنكرياس
لإنتاج كمية عالية من هرمون الأنسولين وإطلاقه في الدم، ما قد يسبّب
انخفاضاً في مستوى السكر في الدم، فيشعر المرء بالتعب والشهيّة إلى مزيد من
الكربوهيدرات والجوع الشديد وزيادة تخزين الدهون بأنسجة الجسم، وبالتالي
زيادة الوزن. لذا، ينصح خبراء التغذية باستعادة التوازن الهرموني بالجسم من
خلال اتّباع خطوات التخلّص من الدهون الناتجة عن زيادة إفراز الإنسولين،
أبرزها:
- عدم تجاوز نسبة الكربوهيدرات المتناولة 0 من إجمالي السعرات الحرارية
اليومية، ما قد يؤدّي إلى استعادة التوازن في الوجبة الغذائية، وبالتالي
التحكّم في إفراز الأنسولين.
- الإكثار من تناول أطعمة الكربوهيدرات ذات مؤشر السكر المنخفض والتي تكون
39 وأقل، والموجودة في بعض أنواع الخضر والفاكهة، كالتفاح والكرز والليمون
الهندي والخوخ، ما يقلّل الشهية تجاه الطعام ويساعد على التحكّم في السعرات
الحرارية.
- إكتساب 0 من السعرات الحرارية اليوميّة من عنصر البروتين الحيواني أو
النباتي الذي يحفّز البنكرياس من أجل إنتاج «الغلوكاجين» وهو الهرمون الذي
يعوق الأنسولين، ويحرّك الدهون من أجل احتراقها.
- يعمل تناول الخل مع السلطة أو عصير الليمون مع الوجبات على التقليل من
نسبة السكر بالدم بنحو 0، وذلك بسبب قدرة الحامض على إبطاء تفريغ المعدة من
الطعام وهضم الكربوهيدرات ببطء أكثر.
- تعمل إضافة الأعشاب والتوابل إلى الوصفات الغذائية على تحفيز قدرة الجسم
على التمثيل الغذائي للسكر، أهمّها القرفة التي أثبتت الدراسات أن تناول
ملعقة منها مع الطعام يحسّن عملية التمثيل الغذائي بنحو 20 مرّة أفضل.